حوار مع الفنان ميلود الضيفي
حول الفن بابن سليمان بين مطرقة إهمال وزارة الثقافة وسندان تعنت المجلس البلدي
بهواجس تسكن أعماقه و نداء خفي يراود ضميره و فكره،طلع علينا الفنان ميلود الضيفي بحلة جديدة يحاكي فيها البيئة التي تربى فيها ، فكان هذا الحوار:
س : كما جرت العادة في جل الحوارات الصحفية ،من هو ميلود الضيفي؟
ج : ميلود الضيفي شخص عادي جدا و متواضع جدا كما أنني أشغل منصب رئيس جمعية الحال للمسرح و الموسيقى و مسير مالي لمحترف مسرح الخريف ،فنان في الفوطوغرافيزم و الديكور بالإضافة إلى كوني فاعل جمعوي في عدة ميادين وأقوم بتنشيط الحفلات وما يصاحبها من ألعاب سحرية.
س : ما هي نظرتكم للفن بهذا الإقليم؟
ج : (بعد طول تفكير) انه لم يعد هناك من نظرة و السبب هو إقفال كل الأبواب بهذا الإقليم بصفة عامة ومدينة ابن سليمان بصفة خاصة في وجه الفن و الفنان،كما أنه لا وجود للفنان بدليل أن المسؤولين بهذا الإقليم يحيون مهرجان ربيعي واحد في السنة يتم فيه إقصاء الفنان بشتى الطرق و آخرها ما تم الانكباب عليه حول تأسيس جمعية للمهرجان الربيعي الذي غلب عليه الطابع السياسي و التي لم تعرف تمثيلية أي فنان في أي ميدان وبالتالي لا يعقل ان يكون المهرجان فني الطابع و يستثنى منه الفنانون بالإقليم.
س : في نظركم ما هي الأسباب و الاكراهات التي ساهمت في تأزم هذا الوضع و أعني وضع الفنان و الفن؟
ج : بالدرجة الأولى هو أن القائمين على الشأن المحلي بهذا الإقليم ليس بينهم و بين الفن إلا الخير و الإحسان، ثانيا ضعف إن لم يكن انعدام الدعم للجمعيات التي تعنى بالفن بمختلف أنواعه،وثالثا الهاجس السياسي و أعني به الألوان الحزبية و الانتخابات بصفة خاصة وما تخلفه من حزازات داخل ضعيفي النفوس و القائمة طويلة.
س : باعتباركم كواحد من الفنانين الذين أعطوا الكثير في المجال الفني، هل تتلقون دعوات للمشاركة في أي تظاهرة أم أنكم تسعون إليها شخصيا لإثبات الذات؟
ج : نعم، بمعنى أننا نعتبر متطفلين عليهم عندما نسعى لإثبات وجودنا و في حالات كثيرة نواجه بالمنع و الإقصاء.
س : أن ما تقوله يعد خطيرا و سابقة في هذا الإقليم،إلى من توجهون اللوم؟
ج : إلى المسؤولين و نعني وزارة الثقافة التي مللنا التعامل معها جراء إهمالها و لامبالاة مسؤوليها مع ملفاتنا و طلباتنا لمنح تساعد الفنان على صقل مواهبه،و المجلس البلدي الذي يتعامل وكأن لا وجود للفن و الفنان.
س : تكلمتم عن كل شيء و أغفلتم الجمهور، فما هو دوره في كل هذا؟
ج : بالنسبة للجمهور فهو للأسف الشديد رغم تعطشه للفن و فهمه له إلا أنه مغلوب على أمره و السبب راجع إلى كون الشباب بهذا الإقليم لا يجد أين يستثمر وقته أي أن الإقليم لا يتوفر على صالات عرض أو أي شيء من هذا القبيل باستثناء المركب السينمائي الذي أصيب بالإفلاس و اضطر مالكوه إلى إقفاله في وجه الجمهور.
س : هل لكم أن تعطونا تصورا و لو مقتضبا على تطلعاتكم المستقبلية داخل الإقليم الذي يعتبر وكما سلف إقليم الركود الثقافي بامتياز؟
ج : من ناحية المستقبل يؤيسفني أن أخبركم أن الفن بإقليم ابن سليمان قد صدر في حقه حكم بالإعدام ،وقد يعتبر البعض تصريحاتي مبالغ فيها لكنها الحقيقة وعلى كل من يكذب أن يقوم بزيارة ميدانية لهذا الإقليم، وبعيدا عن كل هذه الأمور لا يفوتني أن أنوه وأتقدم بالشكر الجزيل إلى جريدتكم على اهتمامها بالفن و الفنان بدليل تخصيص صفحة تعنى بالفن و الثقافة،كما أتقدم بالشكر إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إسماع صوت الفنان.
· حاوره : المصطفى الجوي