Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
alqalam
18 janvier 2007

في ضيافة كتابة الدولة المكلفة بمحاربة الأمية وبالتربية غير النظامية

في ضيافة كتابة الدولة

المكلفة بمحاربة الأمية وبالتربية غير النظامية

الأمية في المغرب كما في بلدان العالم تشكل العائق القوي و الكبير أمام كل تنمية و تطور، و عدم التمدرس

لسبب أو لآخر، و كذا الانقطاع المبكر عن الدراسة ، يفضيان حتما إلى أمية ناشئة توسع قاعدة الأميين و تدفع في اتجاه تضخيم أعدادهم ، و بالتالي تخلق المزيد من المتاعب للمجتمع..

و قد أحدثت لأول مرة في تاريخ المغرب كتابة للدولة تعنى  بالملف عن قرب ، و لو أن الحتمية والواقع يفرضان أن تكون وزارة مستقلة لضمان شمولية و اتساع تدخلها ، و للوقوف على استراتيجية هذا القطاع الحكومي و أدائه و ما تم  تحقيقه ، و كذا المعيقات و الإكراهات المطروحة ، كان لنا اللقاء التالي مع السيد الحبيب ندير مدير محاربة الأمية و السيد احساين أجور مدير التربية غير النظامية باعتبار المديريتين اللتان تتشكل منهما كتابة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المكلفة بمحاربة الأمية وبالتربية غير النظامية .

*  س : السيد مدير محاربة الأمية، في البداية، هل لكم أن تطلعوا الرأي العام الوطني عن استراتيجية كتابة الدولة في مجال محاربة الأمية و التربية غير النظامية؟

*  ج : مرحبا بجريدة القلم، أولا لابد من التذكير –قبل التطرق إلى الاستراتيجية- بوضع الأمية في المغرب كما جاء في الإحصاء العام لسنة 2004 و الذي قدر نسبة الأمية بــ 43% للفئة العمرية 10 سنوات فما فوق، منها 60.5 بالوسط القروي و 54.7 لدى العنصر النسوي، و أمام هذه الوضعية تبنت الحكومة المغربية سنة 2004 استراتيجية محكمة و مندمجة تتمحور حول عشرة محاور. كما أسند تنفيذ هذه الاستراتيجية إلى كتابة الدولة  المكلفة بمحاربة الأمية و بالتربية غير النظامية التي تبنت بدورها مقاربة جديدة في التعاطي مع الملف من خلال ثلاثة أبعاد :

      - البعد الوقائي و يهدف إلى الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي كإجراء يتوخى القضاء على الأمية           من منبعها. 

      - البعد الثاني: برامج التربية غير النظامية التي تستهدف أطفال المرحلة العمرية 8 – 15 سنة.

      -  البعد الثالث : برامج محاربة الأمية التي تهم شريحة 16 سنة فما فوق.

و داخل محاربة الأمية نفسها نعمل على ثلاثة محاور: محور تعليم القراءة والكتابة و الحساب،  و محور التكوين الحرفي ، ثم محور مساعدة المستفيدين من برامج محو الأمية على خلق أنشطة مدرة للدخل.

* س : السيد المدير،  أطلقتم شعار "المليون مستفيد" من محاربة الأمية كل سنة ، فأين وصلت النتائج هذه السنة؟ و هل هناك إكراهات و معيقات تواجه تحقيق هذا المبتغى؟

* ج : يجدرالتذكير هنا بأن هذا العدد  "المليون" جاء انطلاقا من الأهداف الاستراتيجية التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية و التكوين في دعامته الثانية ، إذ حدد كهدف تقليص النسبة العامة للامية إلى أقل من 20%  في أفق سنة 2010 و المحو  الشبه التام لهذه  الآفة في أفق سنة 2015، و بعملية حسابية، إذا أردنا بلوغ هاته المحطات يتوجب اعتماد التوجه الرامي إلى محو أمية مليون مستفيد سنويا، و هذا عمل ضخم حتم قطع أشواط مهمة و إشراك عدد من المتدخلين و توسيع مجالات تدخلهم انطلاقا من  مبدأ أن القضاء على آفة من هذا الحجم  لا يمكن لقطاع كيفما كان حجمه أن يقضي عليها و حده ، و النتائج المحصل عليها لحد الآن تبعث على الارتياح، و تشير إلى تحسن ملموس في ارتفاع عدد المستفيدين الذي بلغ هذه السنة وحسب عدد المسجلين المتوصل به إلى غاية 16/05/2006 حوالي 601799مستفيدة ومستفيد، و هو رقم قياسي بالمقارنة مع السنة الماضية مثلا و التي لم تتجاوز فيها التسجيلات  470 ألف مستفيد ، و يؤكد كذلك أننا نسير بوثيرة تصاعدية ستؤمن لنا تحقيق الأهداف المنشودة، و تجدر الإشارة إلى أن معالجة ملف من هذا الحجم و بخصوصياته المتميزة لابد و أن تعترضه إكراهات و معيقات، أولها الإكراه المالي في عموميته      ،و منه الاعتماد المرصود لكتابة الدولة و الذي ننتظر أن يكون بإمكانه إعطاءنا هامشا أكبر للتغلب على مختلف الصعوبات، و هذا في حد ذاته يجعلنا في تفاعل إيجابي مع كل مكونات المجتمع التي تساهم بشكل فعال في هذا الورش الأمر الذي يجعلنا نطمئن إلى الأداء الذي تؤديه كتابة الدولة  ولو أن طموحنا يبقى أكبر لما هو أكبر.

* س : السيد المدير، أسستم لهيكلة المصالح الخارجة التابعة لكتابة الدولة على صعيد  الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و النيابات الإقليمية، فكيف تقيمون هذه الخطوة؟

* ج : تقييم إيجابي و إيجابي جدا لعدة أسباب: يمكن تلخيصها في كوننا  نسير بخطى ثابتة نحو إرساء اللامركزية و اللاتمركز ، كما  أنه لا يمكن أن نفكر في عمل لصيق بالميدان بمديرية أو بمديريتين  أو بإدارة مركزية فقط، بل يجب أن يكون هناك من يدير هذا الملف على صعيد كل جهة و كل  إقليم، و  فعلا هذا مكسب كبير لمجال محاربة الأمية و التربية غير النظامية ، و رغم أنها لحد الآن ليست ضمن هيكلة رقمية    ولكنها موجودة و ذات كفاءات مهنية و وظيفية  استطعنا أن نرقى بتكوين أطرها إلى مستوى جيد، و أخذت تظهر ثمار  هذه الخطوة في عدة مجالات منها ارتفاع أعداد المسجلين التي وصلنا إليها و الجودة التي أصبحت تتحلى بها برامج محو الأمية، بالإضافة إلى أن نسبة التسرب داخل هذه البرامج التي أضحت ضعيفة، و أصبح أيضا وجود مخاطب لجميع المتدخلين على الصعيد الإقليمي و الجهوي يتتبع و يخطط وينفذ ويقوم ، كما لا تفوتني الإشارة إلى أن كتابة الدولة فسحت المجال بشكل أوسع لهذه المصالح أمام حرية اتخاذ المبادرة و البحث عن آليات داعمة انطلاقا من خصوصيات كل إقليم و جهة و كذا من خلال إشعاعها و تواصلها وطنيا و دوليا أيضا ، وكدليل نذكربأن مجموعة من النيابات الإقليمية أقامت تظاهرات من الحجم الكبير مثل نيابة إقليم الخميسات التي نظمت المناظرة الإقليمية الأولى حول دور الجمعيات في التنمية المحلية ، ونيابة إقليم أكادير إداوتنان التي نظمت الأسبوع التربوي في مجال محو الأمية والتربية غير النظامية ، ونيابة إقليم الجديدة التي نظمت ورشة دولية حول محو الأمية الاجتماعية ومبادرات التنمية بإفريقيا في إطار تعاوني ما بين النيابة والشبكة الدولية التضامنية للفاعلين والمتدخلين في محو  الأمية"AOSIR " ونيابة سيدي قاسم التي نظمت الملتقى الإقليمي الأول لمحاربة الأمية والتربية غير النظامية.

* س : السيد المدير، أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في 18 ماي 2005 المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فهل لكم أن تعطونا لمحة عن إسهام كتابة الدولة في أجرأتها من خلال الاختصاصات الموكولة إليها؟

* ج : هنا لابد  من الإشارة إلى أنه لا يمكن أن نقوم بتنمية بشرية لفئة أمية دون محو أميتها ، باعتبار العلاقة الوطيدة بين الفقر و الأمية ، و باعتبار محو الأمية يعتبر عاملا محددا للرفع من مستوى النسيج الاقتصادي كما جاء في الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، و باعتبار الأمية مشكلة كبيرة لها علاقة مع جميع جوانب الحياة، و هذه فرصة لنا جميعا كمغاربة ،  و مادامت تستهدف العنصر البشري لابد أن يكون هناك  لنا دور خاص داخل المبادرة الوطنية ، و بالفعل قمنا بعدة إجراءات عملية انطلاقا من تأسيس اللجن الإقليمية برئاسة عمال الأقاليم ، كما وقعت مجموعة من الاتفاقيات أذكر منها على  الخصوص اتفاقية الشراكة مع الفيدرالية الوطنية لجمعيات القروض الصغرى بهدف تمكين المستفيدين من برامج محو الأمية من الاستفادة من قروض تساهم في خلق مشاريع مدرة للدخل ،  و نفس الشيء  نحن بصدده مع عدة جماعات محلية لتحسين مستوى عيش الفئات المستهدفة ، و هنا أيضا لابد أن أشيد بمجهودات عدد كبير من الجماعات المحلية التي انخرطت بكل فعالية في هذا الميدان.

* س: السيد المدير، في الختام ماذا تأملون من المواطن الأمي المغربي، ومن المتدخلين والفاعلين في مجال محو الأمية ؟

·               ج: بالنسبة للمواطن المغربي الأمي،وبالقدر الذي نتأسف معه لفوات فرصة التعلم عليه ،  نعطيه الفرصة الثانية لتدارك هذا النقص،  وتوضع له بان له هناك ثمارا إيجابية ستنعكس على حياته في تربية أطفاله وتنمية أسرته ومجتمعه ، وبالنسبة للمتدخلين وكل الفاعلين أشكرهم على المجهودات الكبيرة التي يبدلونها في سبيل تخليص البلاد من هذه الآفة التي لا تشرف أحدا المرتبة التي يوجد عليها المغرب، ولذلك أوجه دعوتي للجميع من أجل  المزيد من المساهمة والانخراط في هذا الورش الوطني الكبير كل حسب موقعه وحسب إمكانياته.


·               س: السيد مدير التربية غير النظامية: يعلم الجميع أن التربية الغير النظامية داعم أساسي وقوي لتنمية وتعميم التمدرس، فما هي المنجزات التي تحققت الى حد الآن ؟وكيف ترون المستقبل؟

* ج: شكرا لجريدة القلم ، برامج التربية غير النظامية تأتي مكملة للمجهودات المبذولة في مجال تعميم التعليم وكذلك الحد من الأمية من المنبع ،وتستهدف الأطفال المنقطعين عن الدراسة أو الذين لم يسبق لهم أن تمدرسوا  من قبل  بإعطائهم الفرصة الثانية ، والمجهود المبذول في هذا المضمار مجهود كبير تقوم  به  الدولة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني  جعل عدد المسجلين خلال هذا الموسم يصل إلى   129741، والتوجه الجديد الذي أقدمت عليه كتابة الدولة  خلال هذه السنة تنفيذا لتوصيات اللجنة الوزارية  هو اعتماد برنامج وقائي يهدف إلى الحد من ظاهرة الانقطاع المدرسي بحيث تأسست في معظم المؤسسات التعليمية بالمغرب "خلايا لليقظة " من أجل رصد كل ما يؤدي لهذه الظاهرة والتصدي لها بوضع استراتيجيات محلية تركز على الدعم التربوي للتلاميذ.

* س : السيد المدير،أطلقتم فكرة  الاحتضان  في مجال التربية غير النظامية، فما هي مميزات هذه التجربة وما هي النتائج التي تحققت بها إلى الآن؟.

* ج: الاحتضان هو محور من المحاور الأساسية لاستراتيجية الحكومة ، ومفهوم جديد لتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج التربية غير النظامية ،  ويقوم به أشخاص ذاتيون أو مؤسسات أو جمعيات تتكفل بإعطاء الفرصة الثانية لطفل أو طفلين أو قسم بأكمله ،  وهناك تجارب - وإن كانت لا زالت قليلة العدد - نأمل أن تأخذ طريقها نحو التوسع والتعميم على أساس أن التربية للجميع وبمساهمة الجميع ومسؤولية الجميع.

*س:  السيد المدير هناك السلك المعتمد على الجمعيات ، والاحتضان ، وسلك الاستدراك ، فما هو هذا السلك ومؤشراته الحالية؟

* ج: سلك الاستدراك تم اعتماده في  الموسم الدراسي 2001/2002 و2002/2003 ، وكان تجربة نبيلة في أهدافها ولكن في نفس  الوقت واجهتها عدة إشكالات بحيث أن وضعية الهشاشة التي يوجد عليها الأطفال غير الممدرسين والمنقطعين عن الدراسة  لم تساعد بشكل كبير وفي العديد من المناطق على تكوين أقسام أو استمرارية المكون منها ، ولهذا حاولنا تجاوز هذا المعيق من خلال تعويضه ببرنامج الدعم التربوي الذي انطلق هذا الموسم .

*س: السيد المدير كانت من مجموعة من المسائل تعيق أداء الأستاذ أو المنشط لمهامه وفق شروط جيدة ، هل تغلبتم عليها؟

* ج : طبعا يقوم المتدخلون في برامج التربية غير النظامية معتمدين بالدرجة الأولى على مؤهلاتهم وكفاءاتهم وإرادتهم ، وقد كان فراغ كبير منذ انطلاقة البرنامج في مجال الوثائق والمعدات الديداكتيكية والبيداغوجية التي يجب توفرها للمستفيدين وكذلك للمؤطرين ،هذا النقص تم استدراكه مؤخرا لسببين : أولهما أن مجال المحتويات والأنشطة التربوية داخل أقسام التربية غير النظامية لا يمكن إزاءها أن نترك  المنشط يختار ما يريد تلقينه هو ودون أية مرجعيات ، وثانيا ،وضعية هذه الفئة من الأطفال المادية التي لا تسمح لهم باقتناء كتب من أجل التعلم ، ولهذا فإن كتابة  الدولة قامت خلال سنة  2005 بإعداد ما مجموعه 21 مؤلفا للأدلة التربوية للمنشط  وكراسات المتعلمين على شكل أربع مناهج كبرى: منهاج  الإدماج المدرسي ،منهاج أطفال  الوسط القروي ،منهاج الإدماج في التكوين المهني ومنهاج الإدماج الاجتماعي ...

          * س: السيد المدير ، ونحن مقبلون على اختتام السنة الدراسية الحالية ومقبلون في نفس الوقت على التهيئ للموسم الدراسي المقبل ، ما هي انتظاراتكم من الأطفال غير الممدرسين أو المنقطعين عن الدراسة وكذا الجمعيات التي يمكن أن تنخرط في هذه العملية ؟ وما هو النداء الممكن توجيهه بالمناسبة ؟

* ج : نداءات هي في الواقع ، أوجهها للمصالح الخارجية التابعة لكتابة الدولة والمتواجدة في الجهات والأقاليم والتي تضم نخبة جد مكونة ومؤهلة للإعداد الجيد للدخول المدرسي المقبل دون أن أغفل تهنئتها بما حققته خلال الموسم الحالي ، وبالنسبة للجمعيات ومختلف الشركاء أؤكد لهم أننا على ثقة كبيرة في إرادتهم القوية وانخراطهم التام في برامج التربية غير النظامية ، أما بخصوص الفئات المستهدفة فالنداء يتمحور حول ضرورة الاستفادة من الفرصة الثانية والتسجيل بأقرب مركز علما أن التسهيلات تبقى رهن إشارتهم لتكييف الوقت والحصص الزمنية حسب خصوصياتهم وخصوصيات مناطقهم .

أنجز  الحوار :

عبد الكريم جبراوي

Publicité
Commentaires
Publicité